مدرسة السلام الثانوية للبنين غرب شبرا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خلفاء العصر الاموى من 1-4

اذهب الى الأسفل

خلفاء العصر الاموى من 1-4 Empty خلفاء العصر الاموى من 1-4

مُساهمة  احمد سليم s السبت فبراير 27, 2010 3:05 pm

1 -عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك (توفي 788) الملقب بصقر قريش. كان أحد الأمراء الأمويين المرشحين للخلافة في عاصمة الدولة الأموية في دمشق، جده الخليفة هشام بن عبد الملك عاشر الخلفاء الأمويين. هرب من العباسيين عند قيام دولتهم، إلى الأندلس حيث دخلها، وسمي بذلك عبد الرحمن الداخل، وأكمل فترة الخلافة الأموية هناك في الأندلس، حكم بين عامي نشأته756-788.

عبد الرحمن بن معاوية هو حفيد هشام بن عبد الملك الذي حكم من سنة 104 هـ 723 إلى سنة 125 هـ 743. نشأ عبد الرحمن في بيت الخلافة الأموي ب دمشق، وكان الفاتح الكبير مسلمة بن عبد الملك عم أبيه يرى فيه أهلا للولاية والحكم وموضعًا للنجابة والذكاء، وسمع عبد الرحمن ذلك منه مشافهة، مما أثّر في نفسه أثرًا إيجابياً.

عندما أقام العباسيون دولتهم على أنقاض الدولة الأموية، كان هدفهم تعقب الأمويين والقضاء على أفراد البيت الأموي، فقتلوا الأمراء وأبناء الأمراء بل وأحفادهم، وكل من توقعوا أن يكون أهلا للإمارة خشية محاوله أحدهم استرداد مجدهم لاسيما في الشام، لهذا بذلوا الجهود المضنيه لتحقيق هذا الهدف.

نجح عبد الرحمن بن معاويه بن هشام الذي اختبأ في قرية منعزله قريبة من الفرات في سوريا، وكان معه ابنه الطفل سليمان وكان عمره وقتها أربع سنوات، وأخ أصغر مع أختين. وعندما اكتشفت الشرطة مكانهم هرب عبد الرحمن مع أخيه الوليد بن معاوية عبر بعض البساتين فلما تعقبتها الشرطة، حاولا عبور النهر فأغراهما الشرطة أن يرجعا ولهما الأمان فرجع أخوه وغرر به وقتله العباسيون، وكان عمرة ثلاث عشر سنة، بينما نجح عبد الرحمن بالوصول إلى الضفة الأخرى بسلام ولم تنطلِ عليه مكيدتهم ولحق به مولاه بدر طبقا لخطة سابقة.

[عدل] دخوله الأندلس

تمثال عبد الرحمن الداخل في المنكب - اسبانيابدأ عبد الرحمن بن معاوية يعدّ العدة لدخول الأندلس بعد ان كون جيشا قويا والتف حولة مؤيدوه، فعمل على الآتي:

أولًا: أرسل بدر - أحد رجاله والقادم معه من دمشق - أرسله إلى الأندلس لدراسة الموقف، ومعرفة القوى المؤثرة في الحكم فيهاوالوضع في الداخل الاندلسي.

ثانيًا: راسل كل محبي الدولة الأموية في أرض الأندلس.

ثالثًا:راسل عبد الرحمن بن معاوية البربر في الأندلس، وأعلمهم خطته ورحبوا بذلك لمعرفتهم بعدل الأمويين وإنصافهم لهم، وكانوا في ذلك الوقت على خلاف شديدٍ جدًا مع يوسف بن عبد الرحمن الفهري؛ لأنه فرّق بينهم وبين العرب في شمال أفريقيا، فهم يريدون أن يتخلّصوا من حكم يوسف بن عبد الرحمن الفهري الذي عاملهم بهذه العنصرية.

رابعًا: راسل كل الأمويين في كل الأماكن وأنه يعزم على دخول الأندلس وإقامة الدولة الأموية فالتحق به كافة الأمويين من الشام وغيرها من البلاد.

وفي ربيع الثاني سنة (138هـ، 755) عبر عبد الرحمن بن معاوية بجيشه القوي ومن معه من القادة مضيق جبل طارق إلى داخل الاندلس بهيبة وعظمة الفاتحين المنتصرين وانضم إليه أنصاره وأخضع كافة البلاد في طريقه وزحف إلى إشبيلية واستولى عليها وبايعه اهلها، ثم نجح في دخول قرطبة العاصمة، بعد أن هزم جيش يوسف بن عبد الرحمن الفهري في موقعة المصارة في العاشر من ذي الحجة سنة 138هـ ليسيطر على كافة ارجاء الأندلس.

صقر قريش
انتصر عبد الرحمن الداخل على العباسيين، وقف لهم وحاربهم وانتصر عليهم وهزمهم شر هزيمة وعرفوا بقوته وأنهم أمام قوة لايمكن الوقوف في وجهها، فلقبه العباسيون بعد ان انتصر عليهم بـصقر قريش وهو اللقب الذي اشتهر به بعد ذلك، فقد كان أبو جعفر المنصور جالسًا مع أصحابه مرةً فسألهم: أتدرون من هو صقر قريش؟ فقالوا له : هو أنت. فقال لهم: لا.فعدّدوا له أسماء حتى ذكروا له معاوية وعبد الملك بن مروان من بني أمية. فقال أيضا: لا. ثم أجابهم قائلا:" بل هو عبد الرحمن بن معاوية، دخل الأندلس منفردًا بنفسه، مؤيّدًا برأيه، مستصحبًا لعزمه، يعبر القفر ويركب البحر حتى دخل بلدًا أعجميًا فمصّر الأمصار وجنّد الأجناد، وأقام ملكًا بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة عزمه". فحقق عبد الرحمن بن معاوية غايته من إعادة أمجاد أجداده الأمويين والانتصار على العباسيين وتكوين دولة قوية وهي الدولة الأموية

2 -أبو الوليد هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان المعروف بهشام الرَّضا، ثاني ملوك الدولة الأموية بالأندلس. ولد هشام الرضا في قرطبة سنة 139 هـ، من ام أسبانية مسلمة، وكان أبوه واليا على قرطبة، وبعد وفاة أبيه سنة 172 هـ بُويع هشام على ولاية قرطبة وذلك حينما سلم والده قبل وفاته خاتم الامارة إلى ابنه عبد الله ووصاه بأن يعطي الخاتم لمن يسبق بالمجيئ إلى قرطبة ، فكان هشام هو الاسرع واستلم خاتم الامارة. وكان هشام تقيا لبقا وحسن السياسة شجاعا شديدا على الأعداء راغبا في الفتح، حيث أرسل عدة حملات لقتال النصارى في الشمال كما أرسل جيوشا إلى جنوب فرنسا. وقد بنى هشام عدة مساجد، وأتم بناء مسجد قرطبة. توفي هشام الرضا في قرطبة عام 180 هـ

3 -

الحكم بن هشام بن عبد الرحمن (و. 154 هـ/771 - 26 ذي الحجة 206 هـ/22 مايو 822) أشهر أمراء الأندلس.

ولد عام 154 هـ/771 في قرطبة، وتولى الحكم وهو في السادسة والعشرين من عمره، وكان "الحكم" أول من أظهر فخامة الملك في الأندلس، وأول من أنشأ بلاطا إسلاميا ملكيا، ورتب نظمه ورسومه.

[عدل] حياته
ورث الحكم عن والده الٌذي كان, لأسباب مجهولة, يفضله عن أخيه الأكبر عبد الملك. كانت بداية حكمه صعبة حيث أنٌه في سنة 796م طلب ملك أستورياس ألفونس الثاني مساعدة شارلمان واحتلٌ مدينة لشبونة في سنة 798م. أحد أعمام الحكم كان قد طلب مساعدة شرلمان أيضا, حتى قرر هذا الأخير مهاجمة الأندلس سنة 798م. وفي سنة 800م أسقط الأمير لويس الأول مدينتي وشقة ولاردة وحاصر مدينة برشلونة التي سقطت سنة 803م.

إغتنم الولاة, ومن بينهم بنو قاسي هذه الخسائر في الحرب كعلة للثورة عليه, مما جعله يصبح شديد البطش في حكمه لينهي هذه الثورة. في تلك الأثناء حاز عبيد الله على السلطة في مدينة طليطلة وأعلن استقلالها فلم يتردد الحكم في إعدام جميع أعيان المدينة.

لم يستطع الحكم مقاومة تقدم غزو الفرنكيين، بيد أنٌ النتائج التي حققها هؤلاء لم تكن في حجم العتاد الٌذي إستغلٌوه في الحرب. عزٌز الحكم نفوذ ومكانة الأمراء في المنطقة, وترك لإبنه الٌذي خلفه عبد الرحمن الثاني إمارة في حالة سلم واستقرار, ممٌا سمح لهذا الأخير بالعمل على ازدهار الحضارة الأندلسية. ولم يكن الحكم غريبا عن ميدان الفنون, فقد كان هو من دعى زرياب إلى قرطبة, كما أنٌه كان من أدخل إلى الأندلس العادات الشرقية في ميادين الفنٌ, العلوم والثقافة.

وقعة الربض
وقعة الربض هي ثورة حدثت بقرطبة في 13 رمضان 202 هـ الموافق ل 25 مارس 818م قام بها أهل قرطبة، خاصتاً سكان حي الربض، ضد الحكم بن هشام. وقعت ثلاث حوادث متتالية أدت لإشتعال تلك الثورة، أولها زيادة الضرائب عليهم ثم قيام الحكم بقتل عشرة من رؤوس البلد وصلبهم منكوسين ثم قيام مملوك له بقتل أحد أهل المدينة لأنه طالبه بثمن صقل سيفه فهاج أهل قرطبة عند هذه الحادثة وكان أول من هاج منهم أهل منطقة الربض وكان معظم أهلها من الفقهاء

4 -عبد الرحمن بن الحكم ولد بطليطلة سنة 792 وتوفي بقرطبة يوم 22 سبتمبر 852، رابع أمراء بنو أمية بالأندلس.

شهدت الخلافة الأموية في الأندلس في عهد عبد الرحمن الثاني ازدهارا كبيرا لم تشهده من قبل، وعاشت قرطبة أزهى عصورها في ظل الخليفة الأموي الشاب الذي أحب حياة الأبّهة والثراء، وعشق العلوم والفنون والآداب، واهتم كثيرا بنواحي العمران والزراعة، وكان له دور بارز في إنشاء أول أسطول حربي كبير في الأندلس.

[عدل] ميلاد عبد الرحمن الثاني ونشأته
ولد عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام الأموي بطليطلة سنة (176هـ=792م).

وكان منذ حداثة سنه شغوفا بالعلم، فدرس الأدب والحديث والفقه، وعُرف منذ حداثة سنه بالذكاء والنبوغ، وكان يتسم بشخصية قوية وعقل راجح، وفكر مستنير، وخلق حسن، وميل إلى الهدوء في حزم وقوة، وكان أديبا وشاعرا، خبيرا بشئون الحرب والسياسة، وهو ما جعله موضع ثقة أبيه، فكان يرسله في المهام العظيمة، ويندبه للأمور الجليلة، ويوليه قيادة الجند في حرب الفرنج.

[عدل] الخليفة والرعية
وعندما توفي الحكم بن هشام في (27 من ذي الحجة 206هـ=14 من مايو 822م) خلفه ابنه عبد الرحمن على الملك، وهو في نحو الثلاثين من عمره، وقبل أن يتسلم الخليفة الشاب مقاليد الحكم فوجئ بخروج عم أبيه "عبد الله البلنسي" إليه لينتزع الملك منه، فتجهز له عبد الرحمن واستعد لمواجهته، وعندما بلغ ذلك عبد الله خاف وضعفت عزيمته، وانسحب إلى بلنسية ثم ما لبث أن مات، فخلصت الإمارة لعبد الرحمن.

واتجه عبد الرحمن منذ اللحظة الأولى لتوليه الخلافة إلى محاولة مد جسور الثقة بينه وبين الرعية، والعمل على إزالة الآثار المؤلمة التي تركها أبوه في نفوس الناس بعد المذابح الذي تمت في عهده.

وكان عبد الرحمن مؤهلا بطبعه الهادئ ولين جانبه لاكتساب ثقة الناس فيه، والتفاهم حوله، واستعادة شعورهم الضائع بالأمان.

واستطاع عبد الرحمن أن يكتسب حب الناس له وثقتهم فيه بحكمته وذكائه في معالجة الأمور؛ فقد تغاضى عن كثير من الأخطاء، وأبدى قدرا كبيرا من السماحة واللين، وكان بعيدا عن الغدر والقسوة، لا يتسرع في اتخاذ القرار، ولا يلجأ إلى الشدة إلا بمقدار ما تقتضي الحاجة.


في مواجهة الفتن والتهديدات
لم تكن الفتن الداخلية التي تواجه عبد الرحمن تؤثر فيه كثيرا، ولم تكن مصدر قلق أو إزعاج حقيقي بالنسبة له، ومن ثم فلم يكن يتعجل إخمادها والقضاء عليها، وفي الوقت نفسه لم يكن يهملها حتى تزداد خطرا ويستفحل أمرها، وإنما كان يراقب تلك الفتنة والقلاقل وينتظر حتى تهدأ فيتمكن من إخمادها والقضاء عليها بأقل مجهود، كما فعل مع فتنة المضريين واليمنيين، والتي استمرت نحو سبع سنوات.

وكان عبد الرحمن شديد الاهتمام بتأمين حدود البلاد الشمالية، بعد أن تزايد عدوان الفرنجة عليها، فأرسل حملة عسكرية كبيرة بقيادة "عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث" سنة (208هـ=823م) وقد نجحت تلك الحملة في إلحاق الهزيمة بالنصارى المتربصين، وألحقت بهم خسائر كبيرة بعد أن أحرقت حصونهم، وقتلت منهم عددا كبيرا، وعادت الحملة إلى قرطبة محمّلة بالغنائم، وهي تسوق الأسرى والأسلاب.

وكان لهذه الحملة أثرها الكبير في ردع الفرنج، واستشعارهم قوة المسلمين، ووقوع هيبتهم في قلوب ملوك الفرنج.

[عدل] القضاء على فتنة ماردة
وما لبثت البلاد أن تعرضت لعدد من الفتن والثورات والقلاقل الداخلية التي شملت ماردة وطليطلة ومدنًا أخرى.

وكانت فتنة ماردة من أكبر تلك الفتن وأشدها خطرا؛ فقد دامت سنوات عديدة، واستنفدت الكثير من الجهد والمال والدماء لإخمادها والقضاء عليها، وترجع بداية تلك الفتنة إلى عام (213هـ=828م) حينما ثار أهل ماردة على واليهم فقتلوه؛ فأرسل إليهم عبد الرحمن جيشا فحاصرها حتى أعلنوا طاعتهم له وأظهروا الطاعة والولاء، وأعطوا له الرهائن من أهلها، فعاد الجيش أدراجه بعد أن هدم أسوار المدينة، وأمر عبد الرحمن بإلقاء حجارة السور في النهر، حتى لا يعيد أهل ماردة بناء السور مرة أخرى.

ولكنهم سرعان ما عادوا إلى العصيان، وأسرو عامل عبد الرحمن عليهم، وجددوا بناء السور مرة أخرى؛ فسار إليهم بعد الرحمن في جيش كبير وجعل معه رهائن أهل ماردة، فلما حاصرهم أرسلوا إليه فبادلوا رهائنهم بالعامل الذي أسروه ومن كانوا معه.

وطال حصار عبد الرحمن لهم دون أن يتمكن من فتحها، فرجع بجيوشه، ثم أرسل إليهم جيشا آخر بعد ذلك عام (218هـ=833م) ففتحها.

[عدل] عدوان النورمان على الأندلس
وظل عبد الرحمن يواصل الجهاد ضد الفرنج، فكان يرسل الجيوش إلى الشمال فتشتبك مع الفرنج في أطراف الثغر الأعلى، واستطاع في سنة (228هـ=842م) أن يلحق الهزيمة بملك بلاد البشكنس حتى اضطره إلى طلب الأمان، وكان عبد الرحمن يسعى من وراء تلك الحروب إلى تأمين بلاده، وفرض هيبته وقوته على البشكنس؛ حتى لا يفكروا في مهاجمة بلاده مرة أخرى.

وابتداء من سنة (229هـ=843م) تعرضت الشواطئ الغربية للأندلس لغارات النورمان، وهم أهل الشمال من سكان "إسكنديناوة" و"دانيماركة" الذين كانوا في أوج قوتهم، فكانوا يغيرون على شواطئ أوروبا الغربية بأساطيل من سفن صغيرة ذات أشرعة سوداء، وكانت تدخل مصبات الأنهار وترسو داخل البلاد، وتغير على المدن، فتعمل فيها نهبًا وتخريبًا ثم تحرقها قبل أن تولّي هاربة.

وكان أول ظهورها قرب شواطئ "أشبونة" فكتب واليها "وهب الله بن حزم" إلى عبد الرحمن يخبره بذلك فأرسل إلى عماله يطلب منهم الاستعداد واليقظة.

وتقدم أسطول النورمان فأغار على "قادس"، وتقدمت قواتهم داخل البلاد، ونهبوا وأحرقوا الكثير من ديارها، ووصلت غاراتهم المدمرة إلى اشبيلية كما أحرقوا المسجد الجامع فيها ، فتصدى لهم عبد الرحمن بجيوشه بقيادة والي الثغر الأعلى موسى بن موسى بن قسي في عدة معارك عنيفة، حتى استطاع المسلمون أن يوقعوا بالنورمان هزيمة كبيرة عند قرية طلياطة شمال إشبيلية سنة (230هـ=844م).

[عدل] إنشاء الأسطول الإسلامي
كان من نتيجة العدوان النورماني على المسلمين، وعدم وجود قوة حربية بحرية للمسلمين للتصدي لهم ومواجهتهم، والرد على عدوانهم؛ أن تنبّه عبد الرحمن إلى أهمية إنشاء أسطول بحري للمسلمين.

بدأ عبد الرحمن خطوات سريعة نحو إنشاء دور لصناعة السفن، واتخاذ عدد من القواعد البحرية الإسلامية، ولم تكد تمضي عدة سنوات حتى كان للأندلس أسطولان قويان: أحدهما يعمل في المحيط الأطلسي ومركزه أشبونة، والثاني في البحر المتوسط وقاعدته مالقة.

ومع انتصاف القرن التاسع الميلادي بدأت الأندلس تظهر كقوة بحرية كبرى في المنطقة، وكانت أولى ثمار إنشاء ذلك الأسطول فتح جزر البليار الكبرى الثلاث: ميورقة، ومنورقة، ويابسة التي ضُمّت إلى الأندلس، وأصبحت منذ عام (235هـ=849م) ولاية أندلسية تُعرف باسم ولاية الجزائر الشرقية.

[عدل] فتنة الرهبان المسيحيين
وفي نهاية عهد عبد الرحمن الثاني ظهرت فتنة كبرى، أثارها نفر من الرهبان المتعصبين، الذين أثارهم الحقد وأعماهم التعصب، فراحوا يسخرون من الإسلام، ويستهزئون به ويجاهرون بالعداوة له، وإهانة مقدساته علنًا أمام الناس، فكان رجال الشرطة يقبضون عليهم ويقتادونهم إلى القضاة الذين يحاولون استتابتهم دون جدوى، فيحكمون عليهم بالإعدام، وكان هذا ما يسعى إليه هؤلاء حتى يثيروا عواطف الناس، ويصيروا في صورة الشهداء، وكثر خروجهم على هذا النحو منذ سنة (237هـ=851م).

وقد أظهر عبد الرحمن الثاني من الحكمة والروية وبُعد النظر في الأمور ما مكّنه من معالجة تلك المشكلة بقدر كبير من الصبر والأناة وحسن التصرف، فطلب من زعماء النصارى أن يعقدوا مجمعًا دينيًا في قرطبة للنظر في أمر هذه المحنة بالحكمة والعقل.

وبالفعل انعقد المجمع، وأصدر قرارا يستنكر فيه هذه الحركة الحمقاء، وما لبثت الأمور أن هدأت، وعاد الوئام بين المسلمين والنصارى.

حضارة وعمران مع عبد الرحمن

وبعد ذلك بنحو عام توفي "عبد الرحمن الثاني" في (3 من ربيع الآخر 238هـ=23 من سبتمبر 852م) بعد حكم دام إحدى وثلاثين سنة.

وكانت تلك الفترة تعد من أزهى فترات التاريخ الأندلسي التي اتسمت بالعديد من مظاهر العمران والتحضر، وتمتعت البلاد خلالها بالرفاهية والرخاء؛ فقد اهتم عبد الرحمن بالنواحي الحضارية والعمرانية، وكان له اهتمام خاص بالمنشآت والمباني، فبنى مسجد إشبيلية الجامع، وزاد في مسجد قرطبة قدر بهوين من ناحية القبلة، ونقل المحراب إلى الجزء الجديد، وأقام أقواسا فوق الأعمدة الأصلية، فكانت الأقواس المزدوجة من روائع العمارة الإسلامية، وكان صحن المسجد مكشوفا، تُزرع فيه أشجار النارنج، حتى يتنسم المصلون في المسجد رائحته الطيبة، ولا يزال المسجد قائما حتى اليوم بكل عقوده وأروقته، ومحاريبه، ولكن لحقت به يد التعصّب فحولته إلى كاتدرائية في القرن السادس عشر الميلادي.

كما ظهر في هذه الفترة عدد كبير من العلماء والفقهاء والأدباء، والمبدعين، ومن أبرزهم: عباس بن فرناس الفيلسوف والرياضي والشاعر المعروف وصاحب أول محاولة للطيران، ويحيى بن يحيى الليثي الفقيه والقاضي الشهير، وزرياب الموسيقي المعروف الذي ابتكر طريقة لكتابة الموسيقى، ويحيى بن حكم الجياني المعروف بالغزال الشاعر الفيلسوف.
احمد سليم s
احمد سليم s
عضوية طالب
عضوية طالب

المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 23/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى